الغياب هو نفسه الموت

اللوحة للفنان التشكيلي لقمان أحمد 

مثال سليمان 

الغياب الآن هو نفسه الموت

إنّما؛ 

أنت الوجود وسلطان العاشقين تلتهم منهن قلباً قلبا

أنت الوجود والشعر يفترس العالم..

 هاهي قصائدك، سموات فارهة تطعن أنفاس النجوم وجثث السحاب

أنت الوجود، عيناك ذئبان وأصابعك مخلبي نسرٍ مرتبك، ينهش وجه الحكاية

والغياب هو نفسه الموت، 

هي الشمس تنوي القهقرى

هو النهر يسأل:

 أي ظلّ يغطي وجهي؟

حبر فاتن يمتص الفراغ صعقة صعقة

الصمت يصرخ

والسكون يرتدي الصوت، حنجرة صدئة

من يحرس البدر؟

من يحصي الشهب؟

أتجيبه؟

أيها المقعد الفارغ؟

||

مذ أطعمتُ يدي الكتمان، تتطاير من البنان شتائم تسترعي انتباه القلم

مذ أطعمت عيني الشرود، تروح الأحلام من النّهى دون أملٍ بالعودة

أنام وأنسى أن للوسائد مزاج الآلهة

تنزل العقاب على الروح المتخمة بالوجع

تتمدد الرغبة كخطيئةٍ أكثر في التفكر:

من يقنع الليل أنّه وهمٌ؟ 

 استدرجه إلى الخيال، أرتق به وجه وساوسي القديمة

من يقنع الخيال أنّه وهمٌ؟ 

 ثمرة أقضم من علقمه شوقاً  يمزق رئتي

من يقنع الشوق أنه وهمٌ؟

ليس اقل قسوة من العابرين فوق ظلي الضرير

أتقنعيهم ؟

أيتها العزلة الشامخة؟

اترك ردّاً