النّعش المضطرب…! زيرڤان أوسى

اللغات، والحريات، تندبان الحدود، بدءاً من حدود الدول إلى حدود الأحلام، هل ثمة أصوات لم تحاك بإبرة المنافي البعيدة؟ لنحمل نعشاً، لم نعد نتخيله سيكون بهذا الثقل الأيدولوجي، النعش المضطرب. تلك مراثي الحدود بنزعة الحدود ذاتها.

يقول إميل سيوران في إحدى شذراته: لشوبنهاور الحق في الاعتقاد أن الحياة مجرد حلم، لكنه يقع قي خطأ تحليلي، فعوض تشجيع الأوهام، نجده يعريها تاركاً المجال للاعتقاد بأن هناك شيء آخر، موجود خارجها. (دموع وقديسون).

نعتُ الحياة بالحلم، قديم قدم الإنسان، لكن سيوران انعطف إلى ماواء تلك الأحلام، أو احتدام الاعتقاد بالحلم، ما لا يحرمه الواقع _ التحريم بكل مفاصلها الوثابة_ نجدهُ عصياً على الفهم، أو التأويل، لأن الإنسان يذوب لو عرف حداً لفهمهِ،

فيعيش في البدهيّ/الحساس، أخطأ الواقع وأصاب التحريم.

ماذا يحلم الإنسان أو بماذا يحلم؟ هذان السؤالان، لا تؤويهما أي لغة أو نص، لأن الحلم مادة صلبة، تحتاج إلى ترويض وتحوير مستمرين.

إذا كان الحلمُ مهداً، فالحقيقة فزاعة.

مرعبةٌ وجوهُ الذين لم يكونوا قريبين من الحب، الذين يقفون مثل السكاكين الحادة، في المعاهدات وصكوك الحرب، ما يفعله المحراث بالأرض، تفعله الحرب ضد الحلم، الأول ليزهر ويتوهج، كأن سرّ الأرض في الحرث، والثاني يملأ الأرض، بجثث بدلاً من النبت.

فكرةُ الحرب هي ألّا نحلم مرتين.

من العصور القديمة، وهي ليست قديمة، لأنها تعيشُ في الحسيّ الذي نجده في الطبيعة أساساً، إلى فكرة الروبوتات الذكية، لم يكن هناك صراع مستمر سوى صراع الحرب في وجه الحلم، والخوف كائن يزعم أنه المنقذ، لكنه يفشل باستمرار مثل الآلهة.

كانوا ثلاثة، مدعوون إلى مائدة خلق الحرية، الخوف والحلم والإله، أبرموا العقد الأخير، أن يحلّ الخوف في جسد الحلم، والإله يدوّن مقاسات التراجيديا في عقل الإنسان.

هل سيحلم خارج عقلهِ؟

الجسدُ أيضا له شرارتهُ، توقد بالموسيقا.

مقبرة علو عنتر:

لا أعرفُ تاريخ المقابر الجماعية، لكنها محاكاةٌ للقبور التي تضم آلاف من البشريين في جسد الحربيّ، قبل أن تكون للأرض أي أحدث طارئة، مثل فكرة “مقبرة جماعية”.

أم دخيل، مثل النساء الأخريات، تبحث، تودّع باستمرار.

هل الوداع يشبه أي شيء آخر؟

هو الحال، في عيون لم تخلق للنظر، بل للوداع

هو العشبُ، أرضٌ نظنها للنار

هو القيد المفتوح مثل الأرض

يدٌ لا تلوّح للوداع، بل يدٌ تلوح لليد الأخرى.

———-

أم دخيل في طريقها إلى مقبرة علو

مقبرة علو عنتر، مقبرة جماعية فيها حوالي 1200 شخص،

في قضاء تلعفر، شرق قضاء شنگال.

30 مايو 2024

اترك ردّاً