أمل صيداوي

ترجمتها بتصرّف من اللغة السلوفاكية إلى اللغة العربية: أمل صيداوي
ترجمتها من اللغة الروسية إلى اللغة السلوفاكية: ماريا دوريتشكوفا
كان ياماكان كان في شخص مسن لديه ثلاثة أبناء إثنان منهما نشيطان يقومان بالعمل في المزرعة والتباهي أما أصغر الأبناء إيفان- الأحمق فقد كان جامداً كجبل من الجليد يحب فقط جمع الفطور من الغابة والجلوس بكسل قرب الموقد. عندما دنا أجل الأب المسن قال لأبنائه: عندما أموت تعالوا لزيارة قبري لمدة ثلاث أيام واجلبوا معكم مؤونة خبز لي. توفي الأب واقترب موعد الليلة الأولى بعد وفاته، كان على الإبن الأكبر الذهاب إلى قبر الأب وكان لديه شعور يتردد بين الخوف والثقل، قال لأخيه الأصغر: ” ألاتذهب يافانيا مكاني سوف أشتري لك كعكة العسل. استعدّ إيفان وأخذ معه خبزاً ثم ذهب لزيارة قبر أبيه. جلس هناك وانتظر. في منتصف الليل فُتِحَ القبر وخرج الأب وسأل: من هنا؟ هل أنت ابني الأكبر؟ قل لي ماذا يجري في روسيا؟ الكلاب تعوي، والذئاب تعوي! هل يتألم ابني؟ أجاب إيفان: أنا ابنك وفي روسيا هدوء دائم. أكل الأب الخبز ثم استلقى في قبره. عاد إيفان إلى المنزل وجمع في طريق عودته فطوراً. عندما وصل إلى المنزل سأله أخوه الكبير: هل رأيت أبانا؟ أجابه: نعم. سأله الأخ الكبير مرة أخرى : هل أكل الخبز؟ أجابه الأخ الأصغر: أكل حتى الشبع. حلّ موعد الليلة الثانية بعد وفاة الأب، كان على الإبن الأوسط الذهاب إلى قبر الأب كان لديه شعور يتردد بين الخوف والثقل، قال لأخيه الأصغر: ” ألاتذهب يافانيا مكاني سوف أنسج لك بساطاً. أجاب إيفان: حسناً سوف أذهب. استعدّ إيفان وأخذ معه خبزاً ثم ذهب لزيارة قبر أبيه. جلس هناك وانتظر. في منتصف الليل فُتِحَ القبر وخرج الأب وسأل: من هنا؟ هل أنت ابني الأوسط؟ قل لي ماذا يجري في روسيا؟ الكلاب تعوي، والذئاب تعوي! هل يتألم ابني؟ أجاب إيفان: أنا ابنك وفي روسيا هدوء دائم. أكل الأب الخبز ثم استلقى في قبره. عاد إيفان إلى المنزل وجمع في طريق عودته فطوراً. عندما وصل إلى المنزل سأله أخوه الأوسط : هل أكل أبانا الخبز؟ أجابه الأخ الأصغر: أكل حتى الشبع. في الليلة الثالثة بعد وفاة الأب ، كان على الإبن الأصغر إيفان الذهاب إلى قبر أبيه. خاطب إيفان أخويه قائلاً: لقد قمت بزيارة قبر أبي بالنيابة عنكما في الليلتين الماضيتين عندما كان يتوجب على كل منكما الذهاب اذهبا اليوم بدلاً عني كي أستريح. أجابه إخوته: ماالذي تقوله! أنت تعرف الطريق إلى هناك. اذهب أنت. أجاب إيفان: حسناً. استعدّ إيفان وأخذ معه خبزاً ثم ذهب لزيارة قبر أبيه. جلس هناك وانتظر. في منتصف الليل فُتِحَ القبر وخرج الأب وسأل: من هنا؟ هل أنت ابني الأصغر؟ قل لي ماذا يجري في روسيا؟ الكلاب تعوي، والذئاب تعوي هل يتألم ابني؟ أجاب إيفان: أنا ابنك فانيا وفي روسيا هدوء دائم. أكل الأب الخبز وخاطب ابنه الأصغر قائلاً: أنت الوحيد الذي نفّذت وصيتي ولم تخف من المجيء إلى قبري ثلاث ليال لذا سوف أهديك هذا اللجام وعندما تخرج به إلى الحقل الواسع نادي: ياسيفكا بوركا وياأيها الحكيم ذو العرف الذهبي قف أمامي كما تقف الورقة أمام العشب سوف يعدو باتجاهك حصان عليك بثني أذنه اليمنى إلى الداخل وثني أذنه اليسرى إلى الخارج، وسوف تصبح في الحال فتى جريئاً، اركب على الحصان واجعله يعدو.أخذ إيفان من أبيه اللجام وشكره واتجه إلى المنزل وفي طريقه جمع فطوراً. عند وصوله إلى المنزل سأله أخواه: هل رأيت أبانا؟ أجاب إيفان: نعم. ثم سألوه: هل أكل والدنا خبزاً؟ أجابهما إيفان: أكل حتى الشبع. وأمرنا بألا نذهب لقبره مرة أخرى. في تلك الأثناء أمر القيصر بالإعلان في كل البلاد بأن يمثُل جميع الشبان الجريئين العازبين والغير متزوجين عند باب قصره. أمرت ابنة القيصر الغير متزوجة ببناء قصر يتربع على اثني عشر عموداً ويتألف من اثني عشر طابقاً. سوف تجلس ابنة القيصر في أعلى مكان في ذلك القصر ومن يقفز من الشباب ليصل إلى مكانها سوف تقبّله في فمه وعندها سوف يصبح زوجاً لها مهما كانت قوميته أو أصله كما أنها سوف تهبه نصف المملكة. عندما سمع إخوة فانيا هذا الخبر قالا: لنذهب ولنختبر حظنا جهزوا أحصنتهما الجيّدة وأسرجوها، ولبسوا ثيابهم المخصصة للحفلات ومشطوا شعرهم بشكل جميل. جلس إيفان على الفرن وخاطب أخويه قائلاً: خذوني معكم لأختبر حظي. أجابه أخواه: أنت معتوه وأحمق. اذهب لجمع الفطور في الجبال هناك على الأقل لن يسخر منك الناس. امتطى الأخوان خيولهما ووضعا قبعاتهما بجانبهما وتنهدا ثم تمتما بكلمات انطلقا بعد ذلك مثيرين غباراً. أما إيفان فقد أخذ اللجام وانطلق إلى الحقول الشاسعة. عندما وصل إلى الأراضي الواسعة نادى كما أوصاه والده: ياسيفكا بوركا وياأيها الحكيم ذو العرف الذهبي قف أمامي كما تقف الورقة أمام العشب في تلك اللحظة ظهر أمامه حصان زلزل الأرض من شدّة عدوه يندلع اللهب من فمه، وتندلع أعمدة الدخان من أذنيه. وقف الحصان أمام إيفان وهو يدفع التراب بحوافره كأنه يحفر الأرض. وسأل الحصان إيفان: بماذا تأمرني؟ مسح إيفان على جسد الحصان ووضع السرج فوق ظهره وقام بثني أذنه اليمنى إلى الداخل ثم ثنى أذنه اليسرى إلى الخارج. وفي الحال انقلب إيفان إلى فتى جريء ليس له مثيل في الدنيا. امتطى إيفان صهوة الحصان واتجه إلى بلاط القيصر. كانت الأرض تميد تحت وقع حوافر الحصان. وكان يطوي الجبال والوديان بين حوافره ويغطيهم بذيله. وصل إيفان إلى بلاط القيصر وهناك كان حشد كبير من الشبان. وقد تربعت ابنة القيصر ذات الجمال الأخاذ في أعلى القصر ذو الإثني عشر عموداً والإثني عشر طابقاً. أتى القيصر إلى شرفة القصر وخاطب الشبان قائلاً: أيها الشبان الجريئين والشجعان أي شاب منكم يقفز ليصل إلى مكان ابنتي في أعلى القصر ويقبّلها في فمها سوف تصبح زوجةً له كما أنني سوف أهبه نصف المملكة. بدأ الشبان بالقفز ولكن عبثاً لم يستطع أي شاب الوصول إلى الارتفاع الذي تتربع عليه ابنة القيصر حاول إخوة ايفان القفز بأحصنتهم إلى الأعلى ولكنهم لم يصلوا إلا إلى نصف الارتفاع. وصل دور إيفان. استعد على حصانه سيفكا- بوركا، صفّر الحصان وتنهد ثم قفز حاول أول مرة بقي له طابقين لم يبلغهما، حاول مرة أخرى بقي له طابق لم يبلغه. اهتزّ إيفان ثم دار وحمّى الحصان وربّت عليه ودار به لتحمئته فاندفع الحصان بقوة بحيث لاح في الأفق كأنه نار مشتعلة من قوة اندفاعه وأوصل إيفان إلى ابنة القيصر حيث قبّل إيفان ابنة القيصر في فمها الذي كان بطعم السكّر فختمت ابنة القيصر جبين إيفان بخاتمها. صرخ الجميع: أمسكوه..أوقفوه. لكن لم يكن هناك أي أثر لإيفان لقد فرّ إلى الأراضي الشاسعة وأعاد وضعية أذن الحصان اليمين إلى الخارج والأذن اليسرى إلى الداخل فتحوّل من جديد إلى إيفان: الفتى الأحمق كما كان من قبل. ثم أخلى سبيل الحصان وعاد إلى المنزل وحيداً حيث جمع في طريق عودته فطوراً. عند بلوغه المنزل ضمّد جبينه برباطٍ ثم جلس على الفرن يتأمل. وصل إخوته إلى المنزل وحكوا له عما جرى في البلاط الملكي بأن الفرسان الشجعان حاولوا القفز إلى الأعلى لكن كان هناك فارساً واحداً ليس له مثيل استطاع القفز ووصل إلى ابنة القيصر في أعلى طابق وقبّلها في فمها، وأضافوا: لقد رأيناه من أين ظهر ولكن لم نتمكن من رؤيته حين اختفى. تكلم إيفان وهو جالس على الفرن وقال من يعلم يمكن أن أكون أنا هو ذاك الفارس. غضب الإخوة وقالوا: انتظروا من الأحمق كلام المجانين، وكأنك تجيد شيئاً آخر غير الجلوس على الفرن وأكل الفطور. فكّ إيفان الرباط من على جبينه ليظهر الختم الذي وضعته ابنة القيصر على جبينه. وفي تلك اللحظة ظهر ضياء شديد في الغرفة فصرخ إخوته وقالوا له: ماذا تفعل يامجنون يمكن أن تحرق الكوخ من حماقتك. في اليوم التالي دعا القيصر الناس جميعاً النبلاء والأمراء والناس البسطاء فقراء وأغنياء شيوخاَ وشباباً إلى مأدبة. جهز إخوة إيفان أنفسهم . خاطبهم إيفان: خذوني معكم. أجابوه لم يبقَ إلا أنت، سوف يسخر منك الناس. عليك الجلوس على الفرن وأكل الفطور التي قطفتها. امتطى الإخوة صهوة أحصنتهم ثم بدأت الخيول بالعدو. ذهب إيفان مشياً لكي يحضر المأدبة وعندما وصل جلس في أبعد ركن خلفي بقرب الباب كانت ابنة القيصر ذات الحسن والجمال تطوف بين الضيوف وتقدم لهم كأس شراب من عسل وتتفحص جبين كل منهم فيما إذا كان يوجد عليه ختمها. تفحّصت جميع الضيوف وعندما وصلت إلى إيفان تسارعت ضربات قلبها نظرت إليه كان أشعث الشعر ويكسوه سواد من سخام الفرن. سألته من أنت ؟ ولمَ تربط جبينك؟ أجابها لقد جُرِحَ جبيني. نزعت الملكة الرباط من على جبينه وفي تلك اللحظة ومض وهج قوي غمر المكان كلّه فصرخت الملكة: هاهو ختمي! هذا هو قَدَري. أتى القيصر وخاطب ابنته قائلاً: كيف يكون قَدَرِك إنه أحمق يكسوه السّخام. هنا خاطب إيفان القيصر قائلاً: اسمح لي بالاستحمام. أذن القيصر لإيفان بالاستحمام. وقف إيفان بقرب باب البلاط الملكي ونادى كما علّمه والده: ياسيفكا بوركا وياأيها الحكيم ذو العرف الذهبي قف أمامي كما تقف الورقة أمام العشب في تلك اللحظة ظهر أمامه حصان زلزل الأرض من شدّة عدوه يندلع اللهب من فمه، وتندلع أعمدة الدخان من أذنيه. وقف الحصان أمام إيفان وهو يدفع التراب بحوافره كأنه يحفر الأرض. وسأل الحصان إيفان: بماذا تأمرني؟ مسح إيفان على جسد الحصان ووضع السرج فوق ظهره وقام بثني أذنه اليمنى إلى الداخل ثم ثنى أذنه اليسرى إلى الخارج. وفي الحال انقلب إيفان إلى فتى جريء ليس له مثيل في الدنيا ولايمكن وصفه أو التعبير عنه. صرخ جميع الحاضرين من شدة الدهشة. لم يبقى بعد ذلك غير تحضير مأدبة للاحتفال بزفاف إيفان وابنة القيصر.