آناهيتا حمو

عبارة مثيرة للحزن: الكاتب الفرنسي ذو الأصول الأرمنية، والمتضامن مع القضية الكردية، يودّع القراءة. هل سيودّع جمهوره؟
تساؤلات، كان هذا الرد باللغة الفرنسية حينما تم إرسال رسالة له. استحضرت في ذهني مؤلفاته، أكثر من 70 كتاباً.
جيرارد شاليان، استراتيجي فريدٌ من نوعه. إلى جانب كونه متخصّصاً في الشؤون الإستراتيجية وعلم السياسة الطبيعية، وصاحب مؤلفاتٍ عدّة منها Anthologie Mondiale de la Stratégie وLe Nouvel Art de la Guerre، هو أيضاً مغامرٌ جال حول العالم وصراعاته. وُلِد في العام 1934.
جيرارد شاليان هو أكاديمي، جيو-استراتيجي، وصحفي فرنسي مختص بشؤون الشرق الأوسط، وقد عايش عن كثب الوضع الكردي في منطقة كردستان العراق. هو واحد من أبرز الأسماء التي أثارت اهتماماً كبيراً بالقضية الكردية وحقوق الكرد في منطقة الشرق الأوسط، إذ كتب العديد من الدراسات والمقالات حول هذه القضية وقدم دعماً سياسياً وأكاديمياً لمطالب الكرد.
علاقته بالقضية الكردية:
يرى شاليان أن القضية الكردية ليست مجرد صراع سياسي أو قومي، بل هي قضية حقوق إنسان وعدالة اجتماعية تشمل دولًا مثل العراق وتركيا وسوريا وإيران، حيث يعيش الكرد. اهتم بتركيز الضوء على حقوقهم في تقرير المصير، وأكد في العديد من أعماله على أهمية البحث عن حلول سلمية تقوم على احترام حقوق الأقليات وتعزيز الديمقراطية في تلك الدول.
شاليان والدعوة لدولة كردية:
بالرغم من دعمه للقضية الكردية، فإن شاليان لا يقدم حلولًا حاسمة بشأن إنشاء دولة كردية مستقلة في الشرق الأوسط. بدلًا من ذلك، يروج للحلول السياسية السلمية التي تشمل التفاوض والمصالحة. يرى أن أي تحرك نحو استقلال كردي يجب أن يتم ضمن إطار يضمن استقرار المنطقة ويأخذ بعين الاعتبار التوازنات الإقليمية والدولية.
موقفه من سياسات الكرد:
شاليان ناقش العديد من سياسات الأحزاب الكردية في العراق وسوريا وتركيا، مع التركيز على صعوبة العلاقة بين القيادة الكردية والحكومات المركزية. على سبيل المثال، تناول علاقات القيادة الكردية مع بغداد، خاصة في فترات حاسمة مثل حرب الخليج 1991 والغزو الأمريكي للعراق في 2003. من خلال دراساته، شدد على ضرورة أن تظل السياسات الكردية مرنة وتستند إلى الحوار مع الحكومات المركزية لضمان حقوق الكرد السياسية والثقافية.
علاقته بالزعيمين الكرديين جلال الطالباني ومسعود البارزاني:
شاليان جمعته العديد من اللقاءات مع زعماء كرد مثل جلال الطالباني ومسعود البارزاني. كان له دور في تسليط الضوء على دور الحزبين الرئيسيين في العراق، الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، في التغيير السياسي الذي شهدته كردستان بعد سقوط صدام حسين. كما أظهر اهتماماً كبيراً في تقييم المكاسب السياسية التي حققتها القيادة الكردية في العراق، رغم التحديات المستمرة التي تواجه الإقليم في ظل التعقيدات الإقليمية والدولية.
تساؤلات حول دولة كردستان في 2025:
بالنظر إلى الوضع الراهن لعام 2025، يواجه الإقليم الكردي تحديات متعددة على مختلف الأصعدة. هناك احتمال أن يتقدم الإقليم نحو مزيد من الاستقلال السياسي، كما هو الحال مع كردستان العراق، لكن في الوقت نفسه تبقى المسائل المتعلقة بالعلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، بالإضافة إلى التدخلات الإقليمية من تركيا وإيران، عقبات رئيسية. يعتقد شاليان أن مستقبل دولة كردستان في 2025 سيتوقف على التوازنات السياسية الداخلية والخارجية في الدول المعنية.
وختاماً، لا بد من القول إن جيرارد شاليان يظل من أبرز الأصوات الأكاديمية والصحفية المهتمة بالقضية الكردية، حيث يدعو إلى حلول سلمية قائمة على التفاهم والحوار بين الأطراف المختلفة. في الوقت نفسه، يبقى مستقبل استقلال دولة كردية في الشرق الأوسط معقداً، ويعتمد على العديد من العوامل السياسية والاقتصادية الإقليمية والدولية.
وأهم العوامل المساندة لنيل الإنسان الكردي حريته واستقلاله والتخلص من الظلم والغبن الذي تعرض له الشعب الكردي على مرّ التاريخ هي:
– عمل المنظمات غير الحكومية والمدافعين عن حقوق الإنسان:
قد تكون المنظمات التي تدافع عن حقوق الأقليات والشعوب المضطهدة، مثل منظمة العفو الدولية، مهتمة بحملة تدعم الاستقلال الكردي أو حقوق الإنسان للشعب الكردي.
– الحكومات أو السياسات الدولية:
اعتماداً على الوضع الجيوسياسي، يمكن أيضاً التعبير عن الأصوات المؤيدة للعدالة والاعتراف بالشعوب المضطهدة، لكن هذا يعتمد كثيراً على العلاقات الدولية ومصالح مختلف الأطراف.
وأخيراً، يمكن أن يأتي دعم مثل هذه القضية من تعبئة المواطنين، والمظاهرات، فضلاً عن حملات التوعية على الشبكات الاجتماعية، مما يسمح للكتاب بالوصول إلى جمهور واسع وإثارة مناقشات حول مسألة استقلال كردستان.