عدد القراءات: 134
قصائد للشاعر ميلان روفوس*
الترجمة عن السلوڤاكية بتصرف: أمل صيداوي
القسم الثاني
1
باقة من الفراولة
اثنا عشر شهراً يجلسون
يتأملون اللهب
لا يتحركون ، يجلسون بهدوء
يتهامسون بأسماء بعضهم البعض
يناير هو ربّ الجبل
وذاك الجبل ، الوعر ، العجوز،
كل شيء يوحي فيه بالصقيع
الذي يترجل على عتبة شهر يناير
يتبرعم الزعرور العاري
لربما أكون مخطئاً
ربما تكون أقدام أخرى
قرعت أجراس الرجل الثلجي الضخم
أو ربما خطوة أفعى على ضفة النهر؟
ولمن آثار الأقدام الجليّة؟
أبناء السنة الإثني عشر يحدقون
بالطفل البشري الثالث عشر
أخبريهم ياماريانا
من أدخل الحزن إلى قلبك؟
لماذا تبكي عيناكِ
لماذا تتجولين في جبل الشتاء؟
أخبري الجميع بجرأة
من هو الذي يريد في هذا الوقت
لجسدك
أن يُدفن في قبر أبيض
“لقد أجبروني ، لقد طردوني
كي اتوه عبر الثلوج في الجبال
– الشعور بالبرد ليس مشكلة،
نحن نشتهي الفراولة!
أمروني بعدم العودة بدونهم
لا من الجبل ولا إلى المنزل
” ولو بعد يوم أو في غضون شهر … “
“إخوتي! أطفال الرعد!
أتمنى الخير للأخيار والشر للسيئين
لكلٍ حسب نيّته
ياوحوش الفراولة!
ذوقوا طعم اليتم!
****
2
الظل
ربما لا يعلم أحد حتى الآن ،
أنه يتبعني كلب قاتم اللون
ولاءك عظيم ،
لمَ لا يبتعد عني
مادامت الشمس مشرقة
طوال السنة؟!
سوف أتقدّم خطوة-
إنه يتخذ خطوة.
أحني رأسي-
يُحني رأسه
إذا تحركت
يتحرك أيضاً
سوف يفعل كل ما أفعله.
لن يكل أويمل
الكلب الأكثر إخلاصًا في العالم
وستجده دائمًا معي ،
كيف يشم بصمت كعبي
لكنه لا يرضخ لأوامري بطريقة ما
رميته بحجر:
“أحضره ، بوبي!”
هو يرمي أيضا!
مهلاً ، ماذا يفعل؟
ولم يغادر مكانه
مازال يئن عند قدمي:
“ليس الأمر كما تظن”
انا لست كلباً.
أنا ظل! “
*****
3
الشاعر يصلي للأطفال
لا يعلمون لماذا
يحتاجونها حقاً
ربما أكثر من الخبز
كي لا تكون أرواحهم فارغة
ليكونوا محبوبين من المحيطين بهم
كي يشعروا بالراحة
مثل كلمة ماما تخرج منا
لدى تعرضنا لأذى من أشياء لا نعرفها
كل طفل هنا
خجول كالظبية الصغيرة
يحتاج للشعور بيد دافئة تربّت على رأسه
إلهي
أتوسل إليك انا الشبل البشري لترسل لي مثل تلك اليد
في وقت ضياعي وحاجتي لك
هل وصلت إليكَ مناجاتهم الرقيقة في الأعالي؟
هل عثرت على دواء لهم
سمّيته الحب
****
4
حظاً سعيداً
حظاً سعيدا ، يامقاعد الحديقة “.
“وأنت أيضاً يا عزيزتي.
حسناً ، ساعديني قليلاً ؛
اقلبيني على جانبي الآخر!
هنا أتمدد عاماً بعد عام ،
سواء كنت نائماً أو مستيقظاً
وجانبي الذي جلسوا عليه كثيراً
يؤلمني
” بكل سرور، عزيزي المقعد “…
حظاً سعيدا ، أيها الكلب الصغير “.
“بارك الله فيك أيتها الفتاة الصغيرة
اقتربي مني على الرصيف
وانظري إلى عدد الديدان
التي تتساقط من فرائي !
هل ستنظفيني بطريقة ما؟ “
“على الرحب والسعة ، أيها الكلب….
حظاً سعيدا أيها الثور الصغير “.
بارك الله فيكِ أيتها الفتاة العذراء
ً”ألا يعجبكَ المرعى؟”
أم يغضبك شيء آخر
لأنك لا تلمس العشب؟
الذي نما حتى لامس خصرك! “
“ساعديني أيتها الفتاة بقدر استطاعتك
وأخرجيني حالاً من المرج
اضغطي بيدك على جنبي
لكي اتخلص من سوط يؤذيني “.
“سوف أخرجك ، أيها الثور ، لمَ لا …
حظاً سعيدا ، أيها الموقد “.
“بارك الله فيك أيتها الفتاة الصغيرة.
اقتربي ، انزلي من الجبل!
أخرجي الفحم من جسدي ،
جسدي كله يحترق
أحشائي تحترق
وقوتي تتلاشى “.
“سوف أخرجه ، أيها الموقد ، سأخرجه ،
لمَ لا ! …
****
5
الأوز البري
أتى الخريف من جديد
يفور من حرارة الشمس
مثل حليب ضبابي
تحت القدمين
يطلق الشاطئ سهامه العملاقة
على هدف في السماء الرمادية الصامتة
هذه ليست سهام
تلك هي صرخات صغار الإوزات البرية
تحاول المغادرة
مرة بعد مرة
غيض من الآباء سرب
بمناقيرهم الحادة
يسحبون صغارهم فيفرغون منازلهم
في صَدَفَةٍ سماوية
حيث ولدوا
حيث رأوا العالم لأول مرة
تنفسوا الهواء أول مرة
وشربوا أول جرعة ماء ،
جرّبوا أول رحلة عجائبية
وأول رحلة بحرية
وكل شيء آخر لأول مرة
أوّل عشب
وأول جدولٍ
حكاية
مثل شعر الحاجب
لن يكون تحت العين
لا يمكن أن يحدث كل هذا فجأة
مجد يائس
تتدفق دموع
الأوز البري
لأنه يتوجب عليهم
الانطلاق كالسهام
من سماء موطنهم
مثل البيضة عند فقسها
ويصدر الصراخ
يبدو وكأن جيشاً من الإوز
ناعماً
كجرس أحزان
صغار برية
هم أيضا ما زالوا خائفين
من كل شيء
يدل على أنهم ليسوا بموطنهم
****
6
فستان سندريلا
ابنتي، ألم تتخيلي كيف تجدين
في قشرة الجوز فستان
فضي طويل؟
مسدل كأنه يتمدد في مهد
تخيلي ياابنتي شجرة الجوز ماذا عنها؟
لقد كانت في فناء الدار لسنوات
شجرة …. شجرة تعرف ماهية الغابة.
تطلق العنان لفروعها في السماوات
في جميع أنحاء الأفق.
ما الذي يهمنا أكثر من الفستان؟
تُرى من أي شيء تمت حياكة الفستان؟
كان الفستان مسدلاً
بداخل قشرة الجوز
بزينته وتفاصيله كسمكة صامتة
وهنا تكمن القوة
تخفي الحياة أشياء كبيرة في أشياء صغيرة
أصغر أصغر
كالأمومة تبدأ عكساً
من الصغير
إلى الكبير
البحث والتعلم كالوعاء
ابحثي بالتدريج لتفهمي مغزى الحياة
لأن الذي يسعى يكتشف أشياء
في العالم كما النجوم في المساء في السماء.
****
٨
الموسيقى الذهبية
إنها تحلق فوق المدن
موسيقى ذهبية
كالعصافير تطير
تخترق الفؤاد
مثل كمنجة مثل قيثارة
مثل جرس ساطع
سعيدة، مسكينة ذهبية
بأنها للحظة في فسحة
نجحت مرة أخرى
بالخروج من مخبئها
حيث احتجزتها الساحرة
في مكان يكتنفه الظلام
لكي لاتدخل السعادة لقلوب الناس
في أنحاء العالم
من المؤكد أنها مسكينة
محبوسة في قفص
مثل حيوان
لكنها تطير الآن
هي تغني ترالالا
لأن الساحرة نامت
وابنتها
بعد الغذاء
تطير مثل العصفور
وتبتهج
يستهدفها
والشاب الوسيم بالاج يحمل بندقية
صوّب ، صوّب ، ولكن بعيداً عنها
احمها يارب
لاتجعله يصيبها
ببندقيته!
لا تصوّب إلى قلبها
ولا حتى إلى جبهتها
لكن اجعلها لفترة وجيزة فقط
تصاب بالإغماء
حتى يتمكن من إمساكها
كإوزة برية
تقع عند قدميه
من تلك الأعالي
كان هناك برق ورعد
وما هي إلا لحظات
حتى تهادت بين ذراعيه
مثل عصفور صغير
لا تخافي يا عزيزتي ،
لا تغطي وجهك!
سوف أحملك ياسيدتي الطيبة
كهدية زفاف
سوف تسطعين على الجميع
يانجمتي
لن تكوني مجرد حيوان
محبوس في قفص
لم أُصَب بالخدوش
فوق تلك الأرض الصّلبة
لأني أطلقتُ النار عليكِ
بنيّة طيبة
إنها تحلق فوق المدن
موسيقى ذهبية
تطير مثل العصفور
تخترق الفؤاد
مثل كمنجة ، مثل قيثارة ،
مثل جرس
يهتف ، يتألق، يفرح ،
لأنه غادر القفص
——————————————————–
*ترجمة أمل صيداوي بتصرّف من الويكيبيديا عن اللغة السلوفاكية
ميلان روفوس (*10 ديسمبر 1928، في قرية زافاجنا بوروبا – الوفاة:11 يناير 2009، براتيسلافا) كان شاعرًا سلوفاكياً، ومؤرخاً أدبياً، ومترجماً وكاتب مقالات. تم ترشيحه عدة مرات لجائزة نوبل للآداب.
السيرة الذاتية
ولد الشاعر ميلان روفوس في عائلة عامل بناء وتلقى تعليمه في المدرسة الشعبية في مسقط رأسه في ليبتوفسكي ميكولاش، حيث حاز على شهادة الثانوية عام 1948. وفي الأعوام 1948-1952 درس اللغة السلوفاكية والتاريخ وحاز على شهادة دكتوراه في الفلسفة من جامعة كومينيوس في براتيسلافا. بعد أن أنهى دراسته الجامعية بقي مدرساً في كلية الفلسفة بجامعة كومينيوس، حيث حاضر في تاريخ الأدب السلوفاكي والتشيكي. عمل في المعهد الجامعي في نابولي، حيث ألقى محاضرات في اللغة والأدب السلوفاكي وذلك في العام الدراسي 1971-1972،
منذ عام 1990 حتى وفاته في عام 2009، عاش متقاعداً في براتيسلافا. منذ عام 1991 حتى عام 2008، تم ترشيحه بانتظام لجائزة نوبل للآداب.
مؤلفاته:
نشر قصائده الأولى في المجلات Prameň الينبوع و Nový Rod نوع جديد و Mladá tvorba إبداع الشباب و Borba صراع.