حوار مع مدير مركز 7 ألوان أ. بختيار سعيد
حاورته مثال سليمان

مركز 7 ألوان فضاء لصدى وفوضى الألوان… بغية الارتقاء بالسوية التشكيلية في إقليم كردستان، يسعى المركز لعرض التجارب والإبداعات التشكيلية المحلية والعالمية ومتابعة تطورات المدارس الفنية واتجاهاتها. بختيار سعيد*، مدير المركز يكشف عن سجل حافل للفن الكردي والبحث فيه، سعياً منه لإحياء هذا الفن والحفاظ عليه من الضياع من خلال نشاطات وفعاليات المركز..
حول كل هذا كان لنا معه الحوار التالي..
م.سليمان: “ما أقدمُ عليه ليس الهدف منه مادياً بقدر ما هو التقاء من خلال الفن، يقربنا من بعضنا” بختيار سعيد كيف يقدّم لنا مركز (7 Ranga) فكرة وتاريخ تأسيس المركز؟ الرسالة المتوارية خلف كل نشاط تقوم به؟
ب.سعيد: أعتقد أنّ الفن بشكلٍ خاص والثقافةَ بشكلٍ عام عامل مهم للتعرف على الشعوب المختلفة والاستفادة من بعضها البعض، والأهم من ذلك خلق التعايش، وهو نقطة أساسية للغاية لمواصلة العيش في جو سلمي. .
تم تأسيس مركز 7 ألوان كمركز فني في مدينة السليمانية بإقليم كردستان بتاريخ 16/5/2016 وكانت الغاية من تأسيسه هو الترويج للوحات الفنانين الكرد وبمقابل اللوحات مستنسخة من دول أخرى إلى إقليم كردستان وسيتم التعرف على الفنانين من خلالهم. سيتم إرجاع الأعمال و تحسين جزء من سبل عيشهم، ولتنفيذ الفكرة، افتتح سنتر 7 ألوان أكثر من ثمانين معرضاً خاصاً ومشتركاً للفنانين الكرد ومن جنسيات مختلفة في كردستان وخارجها.
م.سليمان: مركز سبع ألوان /7 ranga مركز يفتح أبوابه للفن المحلي والدولي، قريباً ستشهد مدينة السليمانية كخطوة جديدة مهرجان التصوير الفوتوغرافي الدولي لعام 2024… ماذا يمكن أن تستقدم مثل هذه المهرجانات للسليمانية بوصفها مدينة الثقافة والفنون؟ وما الآفاق التي يمكن أن تفتحها للفنان الكردي؟
ب.سعيد: مهرجان كردستان الدولي للتصوير الفوتوغرافي هو أحد المشاريع التي ينفذها مركز 7 ألوان سنوياً، كان في البداية معرضاً دورياً لعدة مصورين في السليمانية، ثم معرضاً للتصوير الفوتوغرافي بين السليمانية وسنندج ، إحدى أكبر المدن في شرق كردستان، استمر المهرجان بشكلٍ دوري على مدار ثلاث سنوات في جميع أنحاء كردستان، وفي دورتها الرابعة، فكرتُ في اتخاذ خطوة مغايرة لتعريف المصورين الكرد عالميًا بالخبرات التي اكتسبها المصورين الدوليين، على الرغم من أننا تمكنا في الدورات الثلاث الماضية التي سبقتها من تسجيل الحياة الكردية من خلال التصوير الفوتوغرافي في كردستان. وأرشفة تلك الحياة في لحظات مختلفة.

م.سليمان: كان ثمّة ملتقى لفن الكاريكاتير معنون باسم الروائي الكردي يشار كمال… أي معنى_ معيار يمكن أن يحدده المركز لاختيار عناوين الملتقيات؟ وهل تقتصر التسمية على اسم شخصية ما في عالم الفن والأدب، أم تفكرون بتجاوز اسماء الشخصيات؟
ب.سعيد: ملتقى الكاريكاتير الكردي الدولي هو مشروع سنوي آخر لمركز 7 ألوان ونحدد عنوانًا لكل عام، على سبيل المثال، كانت السنة الأولى مخصصة لـ “بركة المياه” بمشاركة 49 دولة، والسنة الثانية مخصصة لـ “السلام”.و شارك فيها فنانو47 دولة، و السنة الثالثة خصصت لبورتريه الشاعر الكردي الكبير (شيركو بيكس)، بمشاركة 55 دولة، وفي السنة الرابعة (حرية التعبير) شاركت فيها 55 دولة كذلك. هذا العام 2024 خصصت لصورة الروائي الكردي يشار كمال، بمشاركة 40 دولة..
ومن هذا المشروع صار المركز عضواً ضمن أكبر مجموعة رسوم متحركة في العالم وكان سبباً في تعريف العالم بالقدرات الفنية الموجودة في كردستان وقمنا بنشر عدة كتب عن فن الرسوم المتحركة كل عام.
م.سليمان: بختيار سعيد كاتب وصحفي، ما الدافع وراء التفاتك للبحث في الفن الكردي؟ برأيك، لأي مدى يمكن للفن أن يعكس الوجه الحضاري والجمالي لثقافة شعب تقسم دولته حدوداً بفعل الاستعمار؟
ب.سعيد: الأرشيف هو أحد الأسباب التي تبقي الأمم حية و يجعل الجانب المخفي منها مرئياً في مختلف مجالات الحياة وعلى مر العصور والأزمان وحينما بحثت عن تاريخ الرسم الكردي لم أجد سوى القليل من المعلومات، إلا أن بحثي عن معلومات عن الفن الأوروبي وجدت ألف مصدر في الوقت نفسه، نقص الموارد دفع الطلاب الكرد الحاصلين على درجتي الماجستير والدكتوراه في الفن إلى اختيار عناوين لا ترتبط موضوعاتها بثقافة مجتمعهم، وقلة المصادر والمراجع المحفوظة كانت الدافع في أنني خصصت أكثر من 22 عامًا من حياتي في أرشفة فن الرسم الكردي في كردستان والخاتمة لدي 17 كتابًا منشورًا تم وضعها في متناول الجميع لتغدو مصادر ومراجع لأكثر من 40 رسالة ماجستير ودكتوراه. ولأننا أمة منقسمة، فمن المهم جدًا أن يعرف هؤلاء الطلبة تاريخنا ويتحدثون عنه بفخر أمام الغزاة.
م.سليمان: كباحث في الفن الكردي ومقرّب من الفنانين التشكيليين، برأيك.. مع تسارع تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الذي يقتحم عالم الإبداع، وسط كل هذا كيف يستطيع الفنان الحفاظ على خصوصيته وترك بصمته الخاصة في حقل الإبداع والتميز؟
ب.سعيد: مع تطور التكنولوجيا، هناك الكثير ممن يساير هذا التطور، لكن معظمهم يتجهون إلى العمل الأصلي والإبداع البشري بدلاً من البرامج والروبوتات، لذا فالأمر يشبه مقارنة ما إذا كنت تستمتع بقراءة كتاب على جهاز كمبيوتر محمول وتشعر به و رائحة الورق بالنسبة لك.
وهنا تكمن عظمة الفنان كيف لا يستطيع أن لا يفقد بصمته ويواصل عمله الأصيل ابتكاراته، فهي الطريقة الوحيدة التي يستطيع الفنان أن يحافظ على وجوده وسط صخب التكنولوجيا.

م.سليمان: المركز يستقطب نشاطاً فنياً مكثفاً لكردستان، هل هناك محاولات لنقل نشاط المركز وتوسعه متجاوزين حدود الوطن؟ هل ثمّة محاولة للتشارك مع جهات عالمية؟
ب.سعيد: مركز7 ألوان ينفذ سنوياً عدة مشاريع في السليمانية يشارك فيها فنانين كرد وعرب وفرس واوروبيين فضلاً عن معارض مفتوحة في دول مختلفة فمثلاً هذا العام 2024 لدينا معرض مشترك في روسيا والسويد وإيران والعراق، نحن ندعو فناني السليمانية لبناء جسر فني مشترك مع هؤلاء الفنانين ونحن جميعاً نعيش في جمال الفن، بينما نحاول إنشاء مزادات لبيع اللوحات باعتبارها مزادات مهمة في السليمانية، وهو ما يشكل اهتماماً كبيراً لمركزنا.
م.سليمان: 7 Ranga والمرأة… هل خصص المركز جزءاً من نشاطه للمرأة الكردية؟ وهنا أقصد المرأة من منظورين، التي تعمل في حقل الفن والمرأة التي تكون موضوع العمل الفني.. بمعنى، كيف يظهرها للعالم؟
ب.سعيد: الفنانات حاضرات في معظم أنشطة مركز 7 ألوان وحتى مع الفنانين الذين يأتون إلى كردستان وننظم لهم المعارض، من المهم بالنسبة لنا تواجد وحضور فنانات في هذه الأنشطة، وقد خصص المعرض للفنانة_الكردية في كردستان حيث شاركت في المعرض 74 فنانة من إقليم كردستان في السليمانية وكركوك وأربيل ودهوك. وقد تناولت في واحدة من كتبي تاريخ الفنانات في جنوب كردستان.
م.سليمان: من خلال متابعة متصفح حضرتك لاحظت المشاركين في المهرجانات والملتقيات تتفاوت أعمالهم المعروضة بين المقبول نسبياً والاحترافي.. المركز كجهة داعمة ماذا يمكن أن يقدم للمشاركين سواء المبتدئين أو لنقل الفئة المسماة “النخبة”؟
ب.سعيد: نعتقد أنه من الأهمية مساعدة كلا الجيلين، أصحاب الخبرة أتخذوا لهم أسلوبًا معيناً وعلموا عدة أجيال، بينما الشباب في المراحل الأولى تتاح لهم الفرصة لإظهار قدراتهم، لأن الشباب سيصبحون معلمين وممثلين للمدينة الخاصة بك تعتبر البلاد من أهم مراكز الفنون، لذا من المهم ألا نجهل دور وحضور أياً من هذين الجيلين.

م.سليمان: تهتم بطباعة الكتب والأبحاث التي تتناول موضوعات الفن والثقافة الكردية… هل من الممكن يوماً أن تتجه إلى طباعة ونشر كتب مهتمة بالأدب الكردي أو الروايات ؟
ب.سعيد: لقد قمت بنشر 17 كتابًا وأعمل على موسوعة الفن الكردي لمدة أربع سنوات، مصادري من أول صحيفة ومجلة صدرت في جنوب كردستان حتى نهاية عام 2012. لقد اطلعت على 123000 صفحة وأرشيفًا. وأرى التوجه إلى الطباعة والعمل في مجال الأدب أمراً شاقاً بالنسبة لي؛ فالخبرات القليلة التي امتلكها في هذا المجال غير كافية للخوض فيه.
م.سليمان: هل من معوقات وتحديات تواجهها في سير العمل والمهام التي تقوم بها كفرد أو مؤسسة؟
ب.سعيد: هناك معوقات كثيرة لكن على رأسها هو أننا لا نملك أساسًا أرشيفيًا؛ نتيجة تعرض بلادنا لهجمات وحروب مستمرة، لذلك لم نتمكن من أرشفة ما يخصنا، وإزاء هذا يتعين علينا إعادة استخدام أرشيف الدول التي احتلت أرضنا ونهبت الكثير من تراثنا وثقافتنا، ولا سبيل لإرجاعها وتكون بحوزتنا (نحن أصحابها) إلا بالتعاون مع المؤسسات الكبرى المهتمة بالشأن الثقافي الكردي، لأن استعادتها لن تتم إلا بشرائها من تلك الدول وبالتأكيد هذا يتطلب الكثير من المال.
السيرة الذاتية ل *بختيار سعيد
- 1969 ولد في السليمانية.
- 1987 عمل في الصحف والمجلات والتلفزيون.
- 2004 صدر الجزء الأول من كتاب (رؤيا في الفن التشكيلي الكردي) وهو مشروع لتوثيق تاريخ الرسم في كردستان
- 2005 صدر الجزء الثاني من كتاب (رؤيا في الفن التشكيلي الكردي).
- 2007 عضو مؤسس لأول صحيفة فنية تسمى هارموني ، والتي لا تزال الصحيفة الفنية الوحيدة في جنوب كردستان.
- 2009 صدر الجزء الثالث من كتاب رؤيا في الفن التشكيلي الكردي وتم ترجمته إلى اللغة الإنجليزية وأصبح من الكتب التي شاركت في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في عام 2013.
- 2010 طباعة اول كراس في تاريخ جنوب كردستان للرسام الراحل (بديع باباجان).
- 2010 طباعة كراس للفنان ( آزاد شوقي).
- 2010 طباعة كراس فنانات في جنوب كردستان
- 2011 طبع كراس للفنان (غازي محمد).
- 2011 طبع كراس للفنان (محمد عارف).
- 2011 أول موقع فني واسع في جنوب كردستان يسمى ” فنانون أكراد”
- 2013 طبع كراس للفنان (علي لطيف).
- 2014 طبع كراس للفنان (علي جولا).
- 2011/ 2013 مدير مؤسسة جمال عرفان الثقافي للطباعة و نشر.
- 2014 مشرف على افتتاح وانشاء كاليري على لطيف وبيت بديع باباجان للفنون.
- 2015 مشرف قاعة قصر الفن” السليمانية.
- 2016 إنشاء مركز ” سبعة ألوان ” ، وهو مركز ثقافي تعني بجعل لوحات يحاول تثقيف لوحات الفنانين الأكراد في كردستان.
- 2016 تأسيس منظمة سمبوزيوم السليمانية الفنية تعمل على مد الجسور بين اقليم كوردستان والدول العالمية.
- 2016 سمبوزيوم السليمانية الأولى بمشاركة فنانين من اقليم كوردستان عراق
- 2017 سمبوزيوم السليمانية الثاني بمشاركة فنانين من (اقليم كوردستان – السويد – الدنمارك – النرويج – العراق – الامارات).
- 2019 ملتقي الكاريكاتير الدولي الأول حول أزمة المياه وعرض لاحقا في بغداد بمشاركة 47 دولة.
- 2019 أول مهرجان للتصوير الفوتوغرافي في كردستان بمشاركة 100 فوتوغراف.
- 2020 إنشاء أول صحيفة تشكيلية تحت اسم (الرسم) وهي ملحق خاص بصحيفة “كوردستاني نوى”.
- 2020 انشاء ملحق مخصص لفن الكاريكاتير تحت اسم كارتون” تنشر أسبوعياً في جريدة ” كوردستانى نوى” وتم نشر 19 عدداً.
- 2021 الملتقى الثاني لفن الكاريكاتير الدولي حول السلام ، بمشاركة 59 دولة.
- 2021 الاشتراك في المزاد الايراني للوحات التشكيلية وهي تعتبر اكبر مزاد للوحات في المنطقة.
- 2021 سمبوزيوم السليمانية الثالث بمشاركة 12 فنانا من غرب کردستان و 8 فنانين من جنوب كردستان
- 2022 طباعة كراس للفنان کامران کارکه جی.
- 2022 طباعة كراس للرسام الراحل أري بابان.
- 2022 افتتاح معرض نحت بين شرق کردستان و جنوب کردستان
- 2022 دعوة 10 فنانين روس إلى السليمانية ، بينهم فنائیان کردیان یزیدیان
- 2022 تنظيم الملتقى الدولي الثالث للكاريكاتير الكردي المخصص لبورتريت كاريكاتير للشاعر شيركو بيكس بمشاركة 34 دولة.
- 2022 سمبوزيوم السليمانية الرابع بمشاركة 10 فنانين ألمان وكرد في سبتمبر القادم.