نساء “كاخرة” وبقايا داعش…! ماهر حسن

ثمّة الكثير الذي يمكن الحديث عنه، ولا سيما الأسئلة التي باتت تواجهنا، إذ لا مناص من مواجهتها، منها عن بقايا داعش الذي راح يطبق نظريات متهالكة في العنف ضد أهلنا في عفرين منّ مجرمين ظهروا على حين غرة- وحكموا المكان، مكان الكُرد الذي تقاسمه أكثر من احتلال سايكسبيكوي، ولم يراعوا أهله، وتواطؤوا مع المهندس التركي- الوصي على ثورة السوريين، وتعاملوا معه كإله صغير، لتغييب الوجود الكردي، حتى بلغ إجرامهم إلى أقصى منتهى وفرض ثقافته على حساب ثقافة البيت الكردي.

لصوص ومرتزقة تحولوا إلى- مفتين – أو- قديسين – ليحاكموا شعباً على أرضه، وأعلنوا الحرب على كل ما هو غير عربي، ولاسيما فيما يخص هوية الكورد في المكان. المضحك وشر البلية ما يضحك، يعتبرون الكرد عملاء مشروع أجنبي، وفي الوقت ذاته يدافعون عن خريطة رسمت على طاولة الأجنبي وتحت توقيع وبصمة (سايكس بيكو).

ما جرى في كاخرة – بيّن الوجه القبيح للمرتزقة على حقيقتها، بل افتضاح حقيقتهم، أولئك الذين ارتدوا-عباءة الثورة- وانطلقوا من موقف – عنصري- آني، هدفه: إلغاء وجود الكُرد الذي لا يتواءم مع عقلياتهم الصغيرة وتفرغ لتذويبهم ضمن شرنقات اللغتين التركية والعربية.

مؤجرو البنادق من مرتزقة ما وراء الحدود لا يختلفون البتة عن نظام البعث بغرس ثقافة الكراهية – المعنفة- ومحاربة الكيان الكردي، إنهما طرفان متشابهان، رغم تناقشهما، وهو ليس بجديد، لأننا كنا نسمع من هنا وهناك أصواتاً من معارضين وقادة بسطات والقطعة بالخمسة الذين هرولوا وراء مصالحهم، تتوعد الكوردي بالتصفية، ولا يزال نقيعهم يكمن في اللجوء إلى العمل على عزل الكرد، بعد أن وجّه الأخير(الكرد) آلة البعث الشنيعة.

الثورة السورية كانت جميلة قبل أن تنقلب على الكرد، لكن – لطالما” المعارضة” بهذه المواقف الضعيفة والمهترئة والقرارات غير المتحكمة بالعصابات والمرتزقة الذين لا يفكرون إلا بما يخدم مصالحهم، والأهداف الموكلة إليهم، في عفرين، كل ذلك سوف يزيد الطين بلّة ويوصل لوحة الثورة السورية إلى حالة أليمة من أنهار الدم بين الكرد والعرب.