باسو كورداغي

أيّتها السورية
يا شجو الروح
انفضي الغبار عن صدركِ
ولملمي أشلاءَ روحك المنهكة
الوجع أردى الفؤاد
وباتَ الحزن رحب المدى
انهضي…
كحلي الجفون بالرماد
وانثري الرمال في البؤرتين
ليتحجر الدمع في المقل
وليركع الندم على أطراف الطوية
ارتوي أيتها الحزينة
لن يشفي غليلك إلا ملوحة البحار
فالجرح عبر مهجة الروح
وغاصت الأرض بالدماء الأرجوانية
نأت هول المصيبة
فجرفت السيول أشلاء الملاك
فزئير البحر أحرق القاع
انهضي يا جسورة الوجد
اكوي الجوى بالجمر
والجرح بالملح الجبلي
تحرري من لهيب الغدر
أنقذي الأقاحي والحمام الزاجل
فالصمت جمر في الأحداق
أيتها الثكلى
هدير الأرض البكماء
وعباب اليم زلزل السماء
أحرق الربيع
وأغلق الدروب بالصبار
وأضحت الديار أطلالًا
بعد أن طال الغدر خاصرة الغيم
وكبلت الضمائر بالصوان
يا ويح قلبي
طيف الخوالي لهيب بين الضلوع
ووطني على صفيح ساخن
والأتون سيل جارف
والمهيمن الغاصب
لم يعد يأبه بأنين البشر