ديار أحمد ملا كسفينةٍ تُركت على شاطئ الغياب، تُطاردها الموجات بلا رحمة، وتوشوشها الرياح بأغنياتٍ مبتورة، عن زمنٍ أفل قبل أن يُشرق. أين ألوانُ الحكايات؟ تلك التي كانت ترسم الليل بدرجاتٍ منالدفء، وتُطري خطوات الصباح كأنها قصيدة، تحملُ على كفيها عطر الخبز ولغة العصافير . طفولتي ، شجرةٌ اقتُلِعت جذورها قبل أن تتعرّف علىالأرض، عُشٌّ هجرته العصافير قبل أن يُتقن الغناء ، ظلالٌ كانت تعبر الحيطان ولا تُخلّفُ خلفهاسوى أصداء ، أين ذاك الفضاء اللامتناهي؟ أين الضحكات التي كانت تتدفق كأنهارٍبريّة؟ الذاكرة ، حقلٌ جفّت فيه السنابل، لكنّ الريح لا تزال تُلقي فيه نثار الحكايات، حكاياتٍ كانت يوماً نافذتي على العالم، وها هي الآن مرآة تُكسر ذاتها في كل نظرة. يا طفولةً نسيتُ كيف كنتُ أناديها، نسيتُ شكلَ لعبها ولغزَ أحلامها، يا انطفاء النجوم في عينيّ قبل أن تكتملأسماؤها. لكنّي أذكر، كان في زوايا الحنين شيءٌ يُشبه النجاة، كان في الحنينِ دفءٌ يرفض أن يُطفأ، كأنّ الطفولة، وإن أُهملت، تظلُّ حيةً، تتسلّل إلى أحلامي كنسمةٍ من زمنٍ لنيعود. …